إدمان الأفلام الإباحية
يشير مصطلح الإدمان بشكل عام إلى الحالة التي يكون فيها الشخص تحت السيطرة التامة فيما يتعلق برغبته نحو حافز معين، أو زيادة الشعور بالرغبة نحو ذلك المحفز بحيث يصبح القيام به من الأمور الروتينية. يعتبر إدمان المواد الإباحية والمعروف باسم البورنوغرافي (pornography) أحد أنواع الإدمان الجنسي وفرط الرغبة الجنسية، ينطوي على إدمان الشخص المفرط على مشاهدة مواد مكتوبة أو تصويرية (صور أو فيديوهات) تعرض صور صريحة أو مشاهد جنسية تهدف إلى زيادة الإثارة الجنسية لدى الشخص المتفرج وتؤثر سلباً على حياته.
هل إدمان الأفلام والمواد الإباحية حقيقي؟
إدمان الأفلام والصور الإباحية تماماً مثل الأنواع الأخرى من الإدمان بما في ذلك إدمان المخدرات، وشرب الكحول من ناحية التأثير على الدماغ؛ إذ يقوم الدماغ بإطلاق النواقل العصبية التي تسبب الشعور بالسعادة والحصول على النشوة الجنسية استجابة للمحفزات الطبيعية بما في ذلك تناول الطعام بشكل جيد، والنوم بشكل جيد، والشعور بالحب وغير لك. ولكن، عندما يبالغ الشخص في التسبب بإطلاق هذه النواقل العصبية من خلال استخدام المواد المخدرة، أو ممارسة الجنس، أو مشاهدة المواد الإباحية فإن الجسم يعجز عن الوصول إلى هذا المستوى من السعادة المصطنعة من خلال الاعتماد على المحفزات الطبيعية فقط، مما يسبب إدمان الشخص على القيام بالممارسات غير الصحية وحتى المدمرة من أجل الحفاظ أو الوصول إلى أقصى درجات السعادة والإشباع.
بشكل عام، يمكننا القول بأن الشخص مدمن على المواد الإباحية عندما يصبح البحث عن المتعة الجنسية والإشباع الجنسي من خلال اللجوء إلى مشاهدة هذه الصور والفيديوهات والمواقع المتخصصة بها أمراَ مفرطاً ومبالغاً فيه ويحد من القدرة على القيام بممارسة سلوكيات قيمة أخرى، مما ينعكس سلباً على نوعية الحياة والقدرة على العيش بشكل طبيعي.
عوامل تؤثر على إدمان الأفلام والمواد الإباحية :
- عوامل بيولوجية تتضمن ارتفاع مستوى الهرمونات الجنسية في الجسم مثل هرمون التستوستيرون وهرمون الاستروجين التي تؤثر على الرغبة الجنسية.
-الصحة النفسية، الأشخاص الذين يعانون من القلق، والاكتئاب، والاضطرابات الشخصية عرضة لإدمان المواد الإباحية.
-العزلة الاجتماعية، إلى جانب التسبب بالإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، تؤدي العزلة الاجتماعية إلى زيادة احتمال اللجوء إلى إدمان المواد الإباحية وغيرها للوصول إلى الإشباع الجنسي وإرضاء الغريزة الفطرية.
المرور بأحداث سلبية في الحياة، مثل سوء المعاملة في مرحلة الطفولة أو التعرض للتحرش الجنسي والتي قد تكون من الأسباب المؤدية إلى إدمان الإباحية.
-تأثير الأقران، الأشخاص المحيطين والمؤثرين في سلوكات الفرد واتباعهم يلعب دور كبير في التعرض لإدمان الإباحية.
اقرأ المزيد: ما هي العلاقة بين السكري وضعف الانتصاب؟
الأضرار المترتبة على إدمان الأفلام والمواد الإباحية
الوقوع بالمشاكل مع الشريك؛ من المهم أن ندرك بأن الأفلام الإباحية بعيدة تماماً عن المنطق والواقعية، وأنها مجرد أوهام غير واردة ضمن سيناريو العلاقة الجنسية الفعلية بين الشريكين، فهي تستعرض العلاقة الجنسية للمُشاهد بطريقة غير صحيحة ومفبركة سواء من ناحية الممارسات المتبعة أو حتى الوقت المستغرق وغير ذلك. إلا أنها ترفع سقف التطلعات وتزيد من متطلبات المشاهد أثناء ممارسة العلاقة الواقعية مع الشريك، وبالتالي التسبب في ظهور هذه المشكلات إذ يصبح من الصعب الوصول إلى المتعة الجنسية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة والبعد العاطفي بين الشريكين نتيجة عدم الرضا والاكتفاء بما يقدمه الشريك أو عدم قبول الشريك أو إحراجه عند قيام الشخص بممارسة المشاهد الجنسية التي يراها.
الإدمان على ممارسة العادة السرية كنتيجة حتمية ومباشرة إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، وذلك بسبب قيام الشخص بالاستمناء بشكل دائم عند مشاهدة الصور والأفلام الجنسية.
التسبب بالمشاكل الجنسية وضعف الانتصاب لدى الشخص المدمن على الإباحية بما في ذلك العجز الجنسي وعدم القدرة الانتصاب أو الحفاظ عليه، وسرعة القذف وذلك نتيجة القلق والتوتر والمقارنة المستمرة مع ما يشاهده في الأفلام الإباحية سواء من ناحية طول القضيب، أو كمية وسرعة القذف.
يمكنك معرفة المزيد عن أدوية الضعف الجنسي بقراءة مقالنا
انعدام الرغبة في ممارسة الاتصال الجنسي الفعلي مع الشريك، ورفض التفاعلات الرومانسية والعاطفية أثناء ممارسة العلاقة الجنسية بما في ذلك قلة الإثارة والإحساس مع الشريك، والحاجة إلى ممارسة الجنس العنيف والسيطرة على الشريك.
اقرأ هنا: علاجات طبيعية لضعف الانتصاب.
التسبب بالإصابة بالأمراض العضوية لدى الشخص المدمن مثل التهاب البروستاتا، والتهاب المجرى البولي، وتضخم البروستاتا وذلك نتيجة الإدمان على ممارسة العادة السرية التي تتسبب بحدوث احتقان في غدة البروستاتا وتضخمها. للمزيد من المعلومات، إقرأ هنا: أعراض التهاب البروستاتا وطرق العلاج.
الإدمان على تناول الأدوية والمنشطات الجنسية للحصول على انتصاب أقوى من الوضع الطبيعي من أجل تقليد ما يُشاهد.
التأثير السلبي على الصحة النفسية وانعدام الثقة بالنفس، وانخفاض القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
الانسياق نحو ممارسة العلاقات الجنسية المحرمة والإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
References