العقم عند الرجال: نظرة شاملة
يعتبر العقم عند الرجال حالة طبية شائعة تؤثر على قدرة الزوجين على الإنجاب. أكثر من ثلث حالات العقم يكون السبب فيها عند الرجل، حيث تكمن المشكلة غالبًا في إنتاج الحيوانات المنوية أو في وصولها للبويضة لتخصيبها. تتنوع الأسباب المؤدية للعقم عند الرجال بين مشكلات هرمونية، اضطرابات وراثية، والتهابات في الجهاز التناسلي.
النبأ السار هو أن نسبة كبيرة من حالات العقم عند الرجال تكون قابلة للعلاج، حيث تتوفر اليوم العديد من الخيارات العلاجية الفعالة. يعتمد نجاح العلاج على تحديد السبب الدقيق وراء العقم والبدء بالعلاج المناسب تحت إشراف طبي متخصص.
أسباب العقم عند الرجال
في الحالة الطبيعية، يحتوي السائل المنوي على حوالي 20 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر. لكي يحدث الحمل، يجب أن يكون بعض الحيوانات المنوية على الأقل قادرًا على الحركة بشكل سليم ليصل إلى قناة فالوب حيث تتواجد البويضة. أي مشكلة قد تؤثر في هذه الرحلة وتعيق وصول الحيوانات المنوية فإنها تسبب العقم أو تأخر الحمل.
تشمل أسباب العقم عند الرجال:
مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية
- اضطرابات وراثية مثل متلازمة كلاينفلتر التي تؤثر على تطور الخصيتين
- خلل في مستوى الهرمونات، خاصة هرمون التستوستيرون
- ارتفاع درجة حرارة كيس الصفن بسبب دوالي الخصية
- التهاب البربخ والتهابات أخرى تصيب الجهاز التناسلي
- التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية السامة
مشاكل في وصول الحيوانات المنوية للبويضة
- انسداد في القنوات الناقلة للحيوانات المنوية
- مشكلات في القذف كالقذف الارتجاعي
- ضعف الانتصاب الذي يؤثر على العملية الجنسية
- وجود الأجسام المضادة التي تهاجم الحيوانات المنوية
عوامل نمط الحياة التي تؤثر في خصوبة الرجل
- التدخين والكحول
- السمنة المفرطة
- استخدام بعض الأدوية
- التوتر النفسي المزمن
- التعرض للملوثات البيئية
العلامات والأعراض
في معظم الحالات، لا يصاحب العقم عند الرجال أي أعراض واضحة، ويكون تأخر الحمل هو العرض الرئيسي الذي يدفع الزوجين للبحث عن المساعدة الطبية. ومع ذلك، قد تظهر بعض الإشارات التي يمكن أن ترتبط بالعقم عند الرجال:
- مشكلات في الوظيفة الجنسية مثل ضعف الانتصاب أو صعوبته
- سرعة القذف أو عدم القدرة على القذف
- ألم أو تورم في منطقة الخصيتين
- انخفاض في الرغبة الجنسية نتيجة اضطرابات هرمونية
- تغيرات في نمو الشعر أو الصوت (في حالات نقص الهرمونات الشديدة)
تشخيص العقم
يمكن تشخيص العقم سواء لدى الرجل أو المرأة عن طريق استشارة طبيب متخصص في أمراض الذكورة وطبيب أمراض النساء. يبدأ التشخيص بالفحص البدني الكامل لتحديد الحالة الصحية العامة.
الفحوصات التشخيصية الشائعة:
- تحليل السائل المنوي: يقيس عدد الحيوانات المنوية، حركتها، وشكلها
- تحليل هرموني: لقياس مستويات هرمون التستوستيرون والهرمونات الأخرى المرتبطة بإنتاج الحيوانات المنوية
- الموجات فوق الصوتية: لفحص الخصيتين والأعضاء التناسلية
- خزعة الخصية: في بعض الحالات لتقييم إنتاج الحيوانات المنوية
- اختبارات جينية: للكشف عن الاضطرابات الوراثية المرتبطة بالعقم
قد يطرح الطبيب أيضاً أسئلة حول التاريخ الطبي، العادات اليومية، والتاريخ الجنسي للمساعدة في تحديد السبب وراء العقم.
علاج العقم
يمكن للعديد من خيارات علاج العقم عند الرجال عكس العقم الذكري، اعتماداً على السبب. يختلف العلاج حسب ما إذا كانت المشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية أو حركتها أو شكلها، أو لمشاكل في الجهاز التناسلي الذكري.
خيارات العلاج الشائعة:
العلاج الدوائي والهرموني
- علاج الالتهابات بالمضادات الحيوية
- العلاج الهرموني لتصحيح خلل الهرمونات
- أدوية لتحسين الانتصاب وعلاج مشكلات القذف
التدخلات الجراحية
- إصلاح دوالي الخصية
- علاج انسداد القنوات المنوية
- استخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصية في حالات معينة
تقنيات الإنجاب المساعد
- الحقن المجهري (ICSI) حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة
- التلقيح الاصطناعي داخل الرحم (IUI)
- أطفال الأنابيب (IVF)
تعديل نمط الحياة
- تقليل التوتر
- الإقلاع عن التدخين والكحول
- الحفاظ على وزن صحي
- تجنب الحرارة المرتفعة في منطقة الخصيتين
- تناول نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة
خاتمة
يعتبر العقم عند الرجال مشكلة طبية شائعة يمكن علاجها في معظم الحالات. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يلعبان دوراً هاماً في تحسين فرص الإنجاب. لا داعي للشعور بالإحراج من مناقشة هذه المشكلة مع الطبيب، فكلما كان التدخل أسرع، كانت فرص النجاح أفضل.