top of page
  • صورة الكاتبالدكتور يمان التل

علاج واسباب التبول اللاإرادي


التبول اللاإرادي


التبول اللاإرادي (السلس البولي الليلي) عند الأطفال؛ الأسباب والعلاج




غالباّ ما تعاني الأم من مشكلة التبول اللاإرادي أو ما يعرف باسم السلس البولي أثناء النوم لدى الأطفال، والتي تعتبر جزء طبيعي من عملية نمو الطفل لا سيما في المرحلة التي تبدأ فيها الأم تعليم الطفل على استخدام المرحاض. العديد من الأمهات يقمن بالاحتفال بأطفالهن عندما يتمكن الطفل من السيطرة على عملية التبول أثناء النوم باعتبار ذلك علامة فارقة في حياته، بينما يصبح الأمر محبط ومقلق للأسرة بأكملها والطفل نفسه عندما يصل الطفل عمر يتوقع فيه بأن يكون قادر على التحكم بعملية التبول ( ما بين 6-7 سنوات أو أكبر، بداية مرحلة المدرسة) ومع ذلك فإنه يعاني من تسريب البول بشكل لا إرادي وغالباً خلال الليل.

ما هو التبول اللاإرادي (السلس البولي الليلي) لدى الأطفال؟


السلس البولي من المشاكل الشائعة بين الأطفال، يتمثل بفقدان الطفل للسيطرة الكاملة على عملية التبول وإفراغ المثانة سواء خلال النهار ويسمى في هذه الحالة السلس البولي النهاري، أو خلال الليل ويسمى السلس البولي الليلي أو التبول في الفراش وهو الأكثر شيوعاً لا سيما لدى الأطفال الذكور (معظم الحالات التي تشخص بالتبول اللاإرادي يعاني فيها الطفل من السلس البولي الليلي)، وغالباً ما يرتبط سبب حدوثه بعدم اكتمال نمو الطفل ونضجه التام بحيث يدرك اللحظة التي يحتاج فيها الدخول إلى الحمام والسيطرة على المثانة أثناء النوم وليس لأسباب مرضية، ولهذا يصعب تحديد العمر الذي يتوقع فيه إدراك الطفل وقدرته على السيطرة على عملية التبول.


بشكل عام، إذا كان طفلك يعاني من التبول اللاإرادي قبل وصوله عمر 7 سنوات فلا يعتبر مشكلة مرضية أو أمر مقلق يستدعي استشارة الطبيب.

هنالك عدة أشكال للتبول اللاإرادي أثناء النوم قد يعاني الطفل من أي منها، وتشمل كل من:

التبول اللاإرادي الأولي في هذه الحالة يتحكم الطفل بشكل جيد بعملية التبول والمثانة خلال النهار، بينما يفقد ذلك خلال الليل وبصورة مستمرة بحيث لا تمضي ليلة دون أن يبلل فراشه وعلى الأقل حتى عمر 5 سنوات.

التبول اللاإرادي الثانوي يكون الطفل في هذه الحالة قد تمكن من السيطرة على المثانة وعملية التبول بشكل جيد (يتحكم الطفل بشكل جيد بعملية التبول خلال الليل ويحافظ على جفاف فراشه) مدة ستة أشهر أو أكثر ثم فقد التحكم بذلك وعاد للتبول اللاإرادي خلال الليل.


ما هي أسباب التبول اللاإرادي (السلس البولي الليلي) عند الأطفال؟

هنالك العديد من الأسباب المحتملة للتبول اللاإرادي لدى الأطفال، والتي تشمل كل من:

- صحة الطفل النفسية، تؤثر عدة أمور من بينها التفكك الأسري، الغيرة، الخوف ليلاً، بدء المدرسة وغير ذلك سلباً على صحة الطفل النفسية وقد تكون السبب الرئيسي للإصابة بالتبول اللاإرادي لدى الطفل.

أسباب تعود لعدم اكتمال نمو الطفل الكافي بما في ذلك صغر حجم المثانة مع الإفراط في إنتاج البول، أو عدم قدرة الطفل على الاستجابة للإشارات الفسيولوجية والتي ترتبط بانتفاخ المثانة وامتلائها أثناء النوم نتيجة نوم الطفل العميق.

- العامل الوراثي، بشكل عام يتوقع إصابة الأطفال بالتبول اللاإرادي في حال كان أحد الأبوين أو كلاهما قد عانى بالتبول اللاإرادي في طفولته.

الجنس، عادة الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة بالسلس البولي الليلي مقارنة مع الإناث.

- إصابة الطفل بأحد الأمراض العضوية التي يصاحبها التبول اللاإرادي كنتيجة أو عرض جانبي للمرض بما في ذلك:

- الاختلالات الهرمونية ونقص مستوى الهرمون المضاد لإدرار البول( ADH) والذي يساعد المثانة على - الاحتفاظ بحجم البول ليلاً من خلال خفض إنتاج البول ليلاً.


- الإصابة بالإمساك المزمن.


- الإصابة بداء السكري.


- التهاب المسالك البولية.


- توقف او انقطاع التنفس أثناء النوم لا سيما لدى الأطفال الذين يعانون من وجود اللحمية في الأنف، أو

-التهاب اللوز المتكرر أو اللوز المتضخمة.

متى تجب استشارة الطبيب حول التبول اللاإرادي لدى الأطفال؟

بالطبع يمكن استشارة الطبيب في أي وقت لا سيما إذا شعرت بالقلق والإحباط وعدم القدرة على السيطرة على هذه المشكلة. بشكل عام هناك عدة أمور يتوجب على كلا الأبوين مراجعة الطبيب في حال ظهور أي منها لدى الطفل والتي تشمل كل من:

ظهور التبول اللاإرادي بشكل مفاجئ لدى الطفل بعد تمكنه من السيطرة على عملية التبول خلال فترة التدريب على استخدام المرحاض (يكون الطفل قد تمكن من الحفاظ على جفاف سريره وتجنب التبول اللاإرادي الليلي مدة 6 أشهر على الأقل ثم ظهرت لديه المشكلة).


عمر الطفل لا يقل عن 7 سنوات وما زال يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي الليلي.

يشعر الطفل بحاجة متكررة لدخول الحمام خلال اليوم، أو الشعور بالحرقة أثناء التبول.

يبلل الطفل ملابسه خلال النهار أيضاً.


يؤثر الموضوع بشكل سلبي على الطفل بما في ذلك فقدان الثقة بالنفس وتقديره لذاته وبالتالي تجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

ما هو علاج التبول اللاإرادي (السلس البولي الليلي) عند الأطفال؟

في معظم الحالات لا يحتاج التبول اللاإرادي إلى العلاج لا سيما إذا كان يعود وراء الصحة النفسية للطفل، هنا يأتي دور الأبوين في إحتواء الطفل وتجنب إحراجه أو توبيخه باعتبار ذلك أمر شائع لدى معظم الأطفال في عمره ويتم التغلب عليه في النهاية. إلى جانب ذلك يوصى باتباع الأمور التالية والتي تساعد في تقليل تفاقم المشكلة لدى الطفل:

تجنب شرب الطفل كميات كبيرة من السوائل قبل النوم.

الحد من الأطعمة والمشروبات التي تسبب تهيج المثانة بما في ذلك المشروبات الغازية، المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل حليب الشوكولاتة والكاكاو، والعصائر الحمضية، والنكهات الاصطناعية والأصباغ لا سيما الحمراء.

- الحرص على دخول الطفل إلى الحمام قبل النوم مباشرة، ثم جدولة إيقاظ الطفل ليلاً لدخول الحمام كل \3 ساعات تقريباً، وتجنب الاستيقاظ العشوائي للطفل الذي يسبب الأرق أو الإحباط للطفل.

تجنب استخدام الحفاظات ليلاً واستبدلها بالسراويل العادية أو السراويل الخاصة بتدريب دخول المرحاض.

كن مشجعاً، احرص على تشجيع الطفل وتقديم المكافآت له وإشعاره بالرضا.

في حال استمرار ظهور المشكلة وعدم الاستفادة من كل مما سبق؛ نلجأ في هذه الحالة إلى كل مما يلي:

الاستعانة بجهاز الإنذار والتي أثبتت فعاليتها في علاج الكثير من الحالات؛ وهو جهاز صغير يشبه في مبدأ عمله جهاز الإنذار لدى الأطفال في عمر 7 سنوات أو أكثر. يتم وضع الجهاز في الملابس الداخلية للطفل أو على السرير ليقوم باستشعار البلل ومنثم إطلاق المنبه و إيقاظ الطفل للذهاب إلى الحمام. يجب استخدام الجهاز يومياً لمدة تتراوح بين 6 أسابيع إلى 3 أشهر.

العلاج الدوائي ، يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار كحل نهائي بعد فشل كل ما سبق في السيطرة على التبول اللاإرادي لدى الطفل. ومن بين هذه الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب فقط:

دواء ديزموبريسين (DDAVP) والذي يساعد في تقليل كمية البول الناتجة في الجسم وبالتالي تمكن المثانة من الاحتفاظ بالبول ليلاً. يحتاج تناول هذا العقار إلى اتباع تعليمات خاصة للاستفادة التامة منه، حيث يمنع شرب الماء قبل ساعة من تناول الدواء وبعد 8 ساعات من تناوله كذلك يشار إليه فقط لدى الأطفال فوق عمر 5 سنوات وبتوصية من الطبيب المختص.

الأدوية التي تقلل من حركة المثانة (انقباض وتقلص عضلات المثانة) وتشمل مجموعة مضادات الكولين والتي يشار إليها لدى الأطفال الذين يعانون من صغر حجم المثانة.








References


٥٨٢ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page