يعاني بعض الرجال من دوالي الخصية (Varicocele)، وهي مشكلة صحية مهمة تؤثر على الخصوبة لدى الرجل، وقد يضطر بعض الرجال لإجراء عملية دوالي الخصية لحل هذه المشكلة.
لذلك سنستعرض من خلال هذا المقال شرح مفصل عن دوالي الخصية وتأثيراتها على الرجل وما هي استطبابات العلاج وخياراته لحل هذه المشكلة بناءً على ما جاءت به أفضل الدراسات.
ما هو المفهوم العام لمرض دوالي الخصية؟
بدايةً يمكننا تبسيط مفهوم دوالي الخصية (Varicocele) على أنها تضخم في الأوردة داخل كيس الصفن (وتحديداً في الضفيرة الوريدية المحلاقية التي تعود بالدم من الخصية إلى القلب)، مع انتفاخ على طول كيس الصفن، ويمكن أن تحتاج هذه الحالة إلى استئصال الدوالي من خلال عملية جراحية لإزالة هذه الأوردة المتضخمة، وذلك لاستعادة تدفق الدم بشكل جيد إلى الأعضاء التناسلية وتفادي أي تأثير على خصوبة الرجل.
ما هي الفيزيولوجيا المرضية والأسباب الكامنة التي تؤدي إلى حدوث دوالي الخصية؟!
أثبتت الدراسات أن دوالي الخصية يزداد حدوثها مع التقدم بالعمر، وتصيب بشكل أكبر الجزء الأيسر من كيس الصفن. يمكننا القول أنه لا يوجد سبب محدد لدوالي الخصية، لكن يمكن تفسير حدوثها ببعض الأسباب المحتملة ألا وهي:
1. فشل الصمامات داخل الأوردة (قصور وريدي) أدى إلى انسدادها.
2. الضغط المفرط داخل الشرايين (المنبثقة عن متلازمة كسارة البندق).
3. أسباب تتعلق بهندسة الأوردة تشريحياً.
4. تورم العقد اللمفاوية القريبة من الخصيتين.
5. وجود كتلة سرطانية قريبة من الخصيتين تؤدي الى انسداد الأوعية الدموية المغذية للخصيتين.
6. حدوث تخثر بسيط في الدم داخل الأوعية الدموية الأكبر حجماّ أثناء رجوعه للقلب.
حيث أن أحد هذه الأسباب يمكن أن يكون السبب الكامن وراء ظهور الأعراض.
ما هي الأعراض الأساسية عند مريض دوالي الخصية؟!
نجد أن معظم المرضى لا يشعرون بأية أعراض، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض على بعض المرضى والتي تتمثل ب:
• ألم بسيط وثقل في منطقة كيس الصفن (غالبا في الجهة اليسرى)، حيث قد يزيد عند الوقوف ويزول عند الاستلقاء.
• ضمور في الخصية (غالباً الخصية اليسرى).
• انتفاخ في كيس الصفن.
• الشعور بكتلة مجاورة لإحدى الخصيتين.
كيف يتم تشخيص دوالي الخصية؟!
يتم التشخيص من خلال القصة المرضية للمريض والفحص السريري الذي يتضمن مناورة فالسالفا (المريض يأخذ نفس عميق ويحبسه أثناء الوقوف). ويمكن الاستعانه ببعض الفحوصات الإضافية لتأكيد التشخيص من خلال:
التصوير المقطعي المحوسب (CT) لمنطقة البطن والأعضاء التناسلية.
تحليل السائل المنوي (Semen Analysis) للكشف عن ضعف الخصوبة والعقم.
سونار الخصية (Scrotal Ultrasound) للكشف عن الأوردة الدموية المتمددة.
بعد أن يتم تشخيص الحالة يتم مناقشتها حسب المعطيات الموجودة لاتخاذ قرار العلاج الأنسب: لا تحتاج معظم حالات دوالي الخصية إلى علاج أو تدخل طبي، خصوصاً في حال عدم وجود أعراض عند المريض. أما ما يستدعي التدخل الطبي، يمكن حصرة بوجود ألم عند المريض أو ضمور في إحدى الخصيتين أو وجود قراءات ونتائج غير طبيعية لتحليل السائل المنوي. في المقابل، فإننا نخشفى من تأثير دوالي الخصية على إمكانية الإنجاب مستقبلاً والعقم في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
للمزيد اقرأ أيضاً: العلاقة بين داء السكري وضعف الانتصاب (ED)!
ما هي خيارات علاج دوالي الخصية؟ وما هي عملية دوالي الخصية؟!
لنتعرف معاً على أفضل التدابير العلاجية فيما يتعلق بدوالي الخصية بالتفصيل عبر الخطوات التالية:
1. علاج دوالي الخصية بالجراحة
يقوم الطبيب بإجراء جراحي (عملية دوالي الخصية) باستخدام إحدى الطرق التالية:
استئصال الدوالي الميكروسكوبي (Microscopic Varicocelectomy) وتحتاج الى تخدير عام للجسم.
استئصال الدوالي بالمنظار (Laparoscopic Varicocelectomy) وتحتاج الى تخدير عام للجسم.
الانصمام عن طريق الجلد (Percutaneous Embolization) ويمكن إجراؤها بواسطة التخدير الموضعي. يعتبر الإجراء الأكثر شيوعاً هو استئصال الدوالي بالمنظار، حيث يقوم الجراح بإجراء هذه الجراحة باستخدام عدة شقوق صغيرة ومنظار البطن مع ضوء وكاميرا لرؤية ما بداخل جسمك.
ما هي خطوات إجراء عملية دوالي الخصية بالمنظار؟
سيعمل الجراح على عدة شقوق صغيرة في أسفل البطن.
ثم يدخل منظار البطن من خلال أحد الشقوق،
مما يسمح لهم برؤية ما بداخل جسمك باستخدام شاشة تعرض منظر الكاميرا.
سيتم السماح بدخول الغاز في بطنك لإتاحة مساحة عمل أكبر.
سيدخل الجراح أدوات جراحية من خلال شق آخر ليستخدمها في قطع أي أوردة متضخمة تمنع تدفق الدم.
أخيراً، يقوم بإغلاق أطراف الأوردة باستخدام مشابك صغيرة أو عن طريق الكي بالحرارة.
وتعتبر هذه العملية أقل بضعاً وأكثر جمالية من الجراحة المفتوحة والتي تستخدم شقاً كبيراً للسماح للجراح برؤية ما بداخل جسمك بدون كاميرا.
ما هي مضاعفات عملية استئصال الدوالي؟!
نادراً ما يحدث مضاعفات لعملية استئصال الدوالي، ويمكننا استعراض بعض المضاعفات المحتملة لهذه الجراحة فيما يلي:
معاودة ظهور المرض.
تكوُّن قيلة مائية (Hydrocele).
إصابة الشريان الخصوي.
نزيف أو إفرازات من موقع الجراحة بعد 48 ساعة
ألم أو تورم لا يزول أو يزداد سوءاً.
الورم الحبيبي للحيوانات المنوية، وهو ورم حميد في الخصيتين غير ضار.
ظهور دم في البول.
عدم القدرة على التبول
الغثيان أو فقدان الشهية.
ارتفاع درجة الحرارة.
مظاهر انتان.
2- العلاج الدوائي لدوالي الخصية:
في الحقيقة، لا يوجد علاج دوائي شاف لدوالي الخصية باستثناء الأدوية المسكنة للألم التي توصف في حال وجود ألم عند المرض للسيطرة عليه.
كما يمكن أن يكون لمضادات التأكسد دور في علاج ضعف إنتاج الحيوانات المنوية المرافق لدوالي الخصية.
ما هي الأدوية المتعلقة بعلاج دوالي الخصية؟!
• مسكنات ألم. • ديوسمين، هسبيريدين.
حيث يستخدم ديوسمين وهسبيردين في علاج الكثير من الأمراض التي تترافق مع ضعف الأوردة، إذ يعملان كواقٍ للأوعية الدموية عن طريق زيادة مقاومتها ويستخدم في علاج دوالي الخصيتين والقصور الوريدي الحاصل.
الجرعة العلاجية من ديوسمين (Diosmin)، هيسبيريدين (Hesperidin): 6 حبات في اليوم مدة 4 أيام، ثم 4 حبات في اليوم الواحد لمدة 3 أيام.
الجرعة الوقائية من ديوسمين (Diosmin)، هيسبيريدين (Hesperidin): حبة واحدة/ مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر.
فإن كنت تعاني من أعراض دوالي الخصية، لا تتردد في مراجعة الطبيب لمناقشة خيارات العلاج المتاح وإمكانية إجراء عملية دوالي الخصية في الوقت المناسب. حيث أن تلقي العلاج بدون تأخير يحميك من التعرض لمضاعفات للمرض، وإن كان هناك ضعف في الخصوبة غالباً ما يسترجع الرجل القدرة على إنتاج السائل المنوي بشكل أفضل.
ما هي التوصيات التي يجب على المريض أن يعلم بها قبل إجراء عملية دوالي الخصية؟!
يمكننا طمأنتك أنك ستتمكن من العودة إلى المنزل في نفس اليوم، لكن قبل الجراحة يجب عليك أن تلتزم بما يلي:
توقف عن تناول أي مميعات للدم، مثل الوارفارين أوالأسبرين، لتقليل خطر النزيف أثناء الجراحة، كما يفترض أن تخبر طبيبك بأية أدوية تتناولها.
كما عليك أن تلتزم بالصيام لمدة 8 إلى 12 ساعة قبل الجراحة.
عند وصولك لإجراء الجراحة، يجب أن تعلم أنك ستحصل على تخدير عام وربما تستغرق الجراحة حوالي ساعة إلى ساعتين. وبعد حوالي ساعة إلى ساعتين أخرى من انتهاء العملية سيسمح لك طبيبك بالعودة إلى المنزل.
ما هي أهم النصائح لمرحلة ما بعد إجراء عملية دوالي الخصية؟!
يجب أن تتناول الأدوية التي يصفها لك الطبيب بانتظام من مضادات حيوية ومسكنات الألم لتخفيف الألم بعد الجراحة.
يجب تنظيف مكان الشقوق ووضع كيساً من الثلج على كيس الصفن لمدة 10 دقائق وذلك لعدة مرات يومياً.
ينبغي تجنب الأنشطة التالية حتى يخبرك طبيبك أنه يمكنك استئنافها:
لا تمارس الجنس لمدة تصل إلى أسبوعين.
لا تمارس تمارين شاقة أو ترفع أي شيء أثقل من 10 أرطال.
لا تسبح أو تستحم أو تغمر كيس الصفن في الماء بأي طريقة.
لا تقود السيارة ولا تعمل على أية آلات.
لا تجهد نفسك عندما تتغوط (ضع في حسبانك أن تتناول ملين لجعل حركات الأمعاء تمر بسهولة أكبر).
اقرأ أيضاً: ما تحتاج لمعرفته حول فائدة دعامة القضيب!
ما هي التأثيرات الجانبية لعملية دوالي الخصية؟
يجب عليك مراجعة طبيبك على الفور إذا لاحظت أياً مما يلي:
تراكم السوائل حول الخصية (القيلة المائية). صعوبة التبول أو إفراغ المثانة بالكامل.
احمرار أو التهاب أو نزيف من شقوق العمل الجراحي.
انتفاخ غير طبيعي لا يستجيب للبرودة.
أية علامات انتان أو عدوى.
ارتفاع في درجة الحرارة.
الشعور بالغثيان والإقياء.
ألم أو تورم في الساق.
هل يمكن لعملية دوالي الخصية أن تؤثر على الخصوبة؟!
يمكننا عن طريق الدراسات التالية أن نسلط الضوء على مدى تأثير العملية على الخصوبة:
يمكن أن يساعد هذا الإجراء في زيادة الخصوبة عن طريق استعادة تدفق الدم إلى كيس الصفن، مما قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الحيوانات المنوية والتستوستيرون.
غالباً ما تؤدي عملية دوالي الخصية إلى تحسن بنسبة 60-80% في نتائج تحليل السائل المنوي.
غالباً ما ترتفع حالات الحمل بعد استئصال دوالي الخصية من 20 إلى 60 بالمائة.
يمكننا بعد أن أخذنا لمحة شاملة عن المرض والعلاج أن نستنتج ما يلي: أن عملية دوالي الخصية هي إجراء آمن تتمتع بفرصة كبيرة لتحسين الخصوبة وتقليل مضاعفات انسداد تدفق الدم إلى أعضائك التناسلية. وكما هو الحال مع أي عملية جراحية أخرى، هناك بعض المخاطر، وقد لا يتمكن هذا الإجراء من استعادة خصوبتك بالكامل.
لذلك عليك التحدث إلى طبيبك حول ما إذا كانت هذه الجراحة ضرورية، وما هو تأثيرها المتوقع على خصوبتك.